عبور الممر


كتب / أشرف الشرقاوي
تتملقني الحيرة من سكان تلك المدينة. رأيت
فيها عجب العُجاب فالمدينة عبارة عن وتجمعات وتكتلات ولكن المثير للجدل. فمن يعمل مع من ومن يعمل ضد من ومن يسيء فالمصلحة من تسيء. فإن وُجدت فئة تعمل للصالح العام فسرعان ما تخرج لها فئة تحبطها وهناك فئات تعمل لصالحها فقط وهناك فئات تعمل من
أجل الشو الإعلامي والشهرة على
حساب الآخرين وهناك فئات الوصوليين, وهناك وهناك وهناك والمحصلة انقسام
في الصفوف إما مع أو ضد وفرقة وضياع ولا أدري سبباً
لهذا التناقض الغريب. فعجبا
علي بشرا ماتت ضمائرهم وعلي أمناء باعوا أماناتهم وعلي أفاضل تخلوا عن
احترامهم وعلي مسئولين الرشوة والمحسوبية وجهتهم وعلي اتقياءًا وشيوخ الربا
يلازمهم وعلي شرفاء أغراهم المال فباعوا شهادتهم وعلي
شجعان أصبح الجبن سيدهم علي أباء
وأمهات الدنيا أخذتهم وعلي
رجالا تركوا بيوتهم وسعوا خلف ملاذاتهم وعلي نساء
تركوا أولادهم والغروروالشيطان زينتهم .وعجبا على فقراء مساكين أغنياء بعفتهم ,وأموت عجبا من أم اليتامى أم الطبيب أم المهندس بحلال وبطهر ربتهم.
فالفرقة والانقسام وعدم التوحد وغياب الضمير والانفلات الأخلاقي
من أهم أسباب تأخر الأمم فما السبيل والحل. الحل هنا يكمن فينا في أنفسنا وإصلاح ضمائرنا فحياتنا مليئة بالخير والشر وما يفصلهما إلا الممر فالممر في حياة الإنسان
هو جسرا نفسي بين الخير والشر فعلى كل إنسان أن يقيم ذاته ويقيم نفسه
في أي فئة هو هل ممن باعوا ضمائرهم وكرامتهم وأمانتهم هو في الفئة الصالحة التي تريد الخير والصالح العام
وان كنت غير رَاضٍ عن نفسك فلما لا تقاوم نفسك وتصلح
من نفسك وتعبر ذلك الجسر. أعبر ذلك
الممر أعبر من حب الذات والأنانية
إلى حب الوطن وحب الجميع ونادي بالتجمع والتوحد وتضافر الجهود وأنسى الفردية
والرجعية وحب التملك فهكذا تبني الأمم بتجمع الهمم.
فإذا أردنا الوصول للنجاة فلابد من عبورك
الممر